بحث المــؤسسـات الإدارية في اليمن خلال العهد العثماني الثاني
الكلمات المفتاحية:
المؤسسات الإدارية، اليمن، العهد العثماني، الحجرية، تعزالملخص
لقد حظي تاريخ اليمن السياسي والعسكري ـ على وجه الخصوص ـ بالعديد من الدراسات والدراسات التاريخية، مقابل ندرة كبيرة في الابحاث المتصلة بالتاريخ الإداري. وفي هذا السياق تتمحور إشكالية البحث الرئيسة حول وجود مؤسسات إدارية في اليمن خلال العهد العثماني الثاني أدارت شؤون الحياة وحققت لولاية اليمن الاستقرار بعد الشتات الذي وصلت اليه في الماضي. ويهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على أبرز المؤسسات الإدارية في قضاء الحجرية لواء تعز وأهم القيادات الإدارية المحلية التي شاركت في الحكم بكفاءة وفعالية، وكذلك تسليط الضوء على التاريخ الإداري العثماني وتلك التجربة الإدارية التي ظلت تحكم ما يزيد عن 6 قرون، للاستفادة منها في رسم ملامح المستقبل.
ويكتسب البحث أهمية كبيرة كونه تناول موضوع نوعي يتعلق بالتاريخ الإداري لليمن في العهد العثماني الثاني، وتطرقه لأهم الشخصيات المحلية التي تولت مناصب رفيعة في قضاء الحجرية واثر ذلك في رسم ملامح عهد جديد لليمن ـ وإن لم يقدر له الاستمرار ـ ظلت بعض اشراقاته وآثاره سائدة حتى هذه اللحظة، فضلا عن انتماء الباحث للمنطقة المبحوثة نفسها وتخصصه في الجانب الإداري والعمل المؤسسي.
وقد جمع الباحث بين المنهج التاريخي التوثيقي التحليلي من خلال مصادر ومراجع عديدة من أهمها السالنامات العثمانية الخاصة باليمن، وبين الدراسة الميدانية التي اعتمدت الادوات الاثنوجرافية والمونوغرافية من خلال المقابلات والمشاهدات والنزول الميداني. وبناء على تلك المعطيات التاريخية تم تقسيم البحث إلى محورين اساسيين الاول الإدارة العثمانية في ولاية اليمن، والثاني الإدارة العثمانية في قضاء الحجرية لواء تعز.
ومن أبرز النتائج التي توصل اليها البحث ما يلي : أن التقسيم الإداري في ولاية اليمن ولواء تعز عموما وقضاء الحجرية خصوصا تم وفق رؤية جيواستراتجية واضحة للدولة العثمانية، مع التزام الانظمة والقوانين واللوائح في كافة المجالات، كما تبين وجود مؤسسات ـ انسجمت مع مبادئ الإدارة الحديثةـ ادارية ورقابية وقضائية ووحدات خدمية عديدة، لا تزال بعض مبانيها شامخة وملامحها الإدارية سائدة في النظام الإداري اليمني حتى اليوم، كما برهن البحث أن قضاء الحجرية احتل أهمية إدارية كبيرة عند العثمانيين اختص بها دون غيرها من الاقضية بدليل تولى ثلاثة يمنيين منصب قائم مقام في قضاء الحجرية، وإشراك أبناء الحجرية ـ بفاعلية ـ في الإدارة المحلية، برز دور بعضهم في التنمية الاجتماعية، ، مما عزز الانسجام
الاخوي بين اليمنيين والعثمانيين اجتماعيا وعسكريا، من خلال ، المصاهرة والتضحيات في ميادين القتال ضد الانجليز.
ومن أبرز التوصيات التي خلص اليها البحث: تعزيز العلاقات الاخوية والروابط التاريخية بين اليمنيين والاتراك العثمانيين على كافة المستويات، وتشجيع حركة البحث العلمي وتحفيز الباحثين لإنجاز ابحاث في مجال التاريخ الإداري العثماني في اليمن، وايجاد آليات للحفاظ على المنشآت والاوقاف العثمانية وترميم مبنى قائم مقام الكائن في مدينة التربة ـ مركز مديرية الشمايتين حالياـ بصورة عاجلة قبل أن يتعرض للانهيار، وتهيئته ليكون متحفا وطنيا في المدينة ـ بالتنسيق مع السلطة المحلية ـ كشاهد على التاريخ الحضاري العثماني في اليمن.
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2018 د/عبد الحميد حميد محمد سيف
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.