القراءات وأثرها في فهم المعنى عند البغوي (516هـ) من خلال سورة سبأ وبعض الاستدراكات عليه فيها

الملخص

تعني هذا الدراسة بالقراءات القرآنية، وأثرها في فهم المعنى عند الإمام البغوي –رحمه الله-، من خلال "سورة سبأ"، وسوف أتناول الحديث عنها من عدة نواح كما يلي: ذكرُ نبذة مختصرة عن سيرة الإمام البغوي–رحمه الله-، ومنهجه الذي سار عليه واتبعه في القراءات القرآنية، والتعريف بالقراءات في اللغة والاصطلاح، وبيان أثر القراءات القرآنية في فهم المعنى عند الإمام البغوي –رحمه الله-، من خلال "سورة سبأ"، وخُتم البحث بذكر القراءات القرآنية التي لم يتطرق لها الإمام –رحمه الله-عند تفسيره للسورة.

وقد ارتكز هذا البحث على دراسة القراءات المتعددة التي أوردها الإمام البغوي –رحمه الله-عند تفسيره لسورة سبأ دراسة تطبيقية، وبيان أثر تلك القراءات في المعنى.

ويهدف هذا البحث إلى إظهار جهود الإمام البغوي–رحمه الله- في علم القراءات وبيان منهجه فيها واستخراجها ودراستها دراسة وافية ببيان أثر هذه القراءات القرآنية في فهم المعنى وتوجيهها من خلال تفسيره لسورة سبأ -التي هي موضع الدراسة-ثم ذكر القراءات القرآنية التي لم يتطرق لذكرها الإمام البغوي في تفسيره لسورة سبأ.

واستخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج الاستقرائي في تتبع القراءات القرآنية التي ذكرها الإمام البغوي –رحمه الله-عند تفسيره للسورة موضع الدراسة، ثم المنهج الوصفي في وصف القراءات القرآنية في السورة موضع الدراسة، وذلك من جهة توجيه القراءة القرآنية وبيان أثرها في فهم المعنى.

وخلصت نتائج الدراسة إلى عدة أمور: منها: أن الإمام البغوي–رحمه الله- اهتم اهتماماً واضحاً جلياً ملموساً بتوجيه القراءات والاحتجاج بها، حيث وقفت من خلال هذه الدراسة على ثمانية عشر موضعاً من السورة –موضع الدراسة- ورد فيها ذكر القراءات، وهذا يدل على غزارة علم الإمام –رحمه الله-ومنها: أنه كان يذكر أكثر من قول في توجيه القراءات ثم يرجح بين تلك الأقوال، ومنها: اعتناؤه بتوجيه القراءات الفرشية، حيث اعتنى بها عناية بالغة، حتى أنك تكاد تقول: إنه لم يفته منها شيء، بخلاف الأصول، ومنها: أنه كان أحياناً -وبشكل نادر- يترك توجيه القراءات، وأحياناً يختصر في توجيهها، ومنها: أنه غفل أو تغافل عن ذكر كثير من المواضع التي ورد فيها ذكر قراءات متواترة وشاذة في السورة موضع الدراسة، حيث ترك خمسة عشر موضعاً من السورة لم يذكر القراءات فيها، علماً بأن غيره من المفسرين ذكرها.