ورقة علمية بعنوان: النقد في الدراسات القرآنية أصوله وضوابطه "دراسة تأصيلية إحصائية مع توصيف لمقرر دراسي مقترح"

الملخص

لما كانت عقولُ العلماءِ متفاوتةً في فهمِ وإدراكِ معاني كلامِ الله؛ ظهرَ أثرُ ذلك في كلامهم ومؤلفاتهم، ولم يكن المتقدمون -فضلًا عن المتأخرين- بِمنأًى عن هذا الاختلاف اليسيرِ في فهم كلام الله سبحانه.

وإنْ كانَ هذا الخلافُ قد حصلَ في فهمِ كلامِ ربِّهم وهم مُجمعُون على كونه مُعجزًا مُنزَّهًا عن كل نقد؛ فمن باب أولى أن يقعَ الخلافُ في فهمهم وإدراكهم لكلام بعضهم.

ولأنَّ الفكرَ البشـريَّ عُرْضَةٌ للخطأ والنقصِ كان النقدُ ضرورةً لا بُدَّ منها لتقويمِ الاعوجاجِ، وتصويبِ الخطأ، والتدرُّجِ في الكمال، وهذه السُّنةُ الكونيةُ تُعَدُّ أمرًا محمودًا؛ إذْ ينتجُ عنها تلاقُحِ الأفهامِ، وتولُّد الصَّواب، إلا أنها لا تَخْلُصُ من شوائبِ الأنفسِ ولا تسيرُ على المنهجِ السَّوِيِّ إلا إذا انضبطت بضوابط وأصول اتَّفق عليها أهلُ العلم والعقول.

وقد جاءت هذه الدراسةُ التأصيليةُ الاحصائيةُ لبيانِ أصولِ النقد وضوابطه، وتنميةِ مَلَكَةِ النقد عمومًا، ونقدِ الدراسات القرآنية المعاصرة خصوصًا، وتوجيهِ الباحثين إلى إثراءِ التخصُّصِ بمزيدٍ مِن الدراسات النقدية.

وقد سلكتُ منهج الاستقراء الوصفي التأصيلي للموضوع؛ حيث مهَّدتُ بالتعريف بالنقد، ونقد النقد، والمصطلحات المقاربة، وذكرتُ ما يتعلَّقُ بإشكالية نقد التراث، ثم تركَّزَتْ مادَّةُ البحثِ على بيانِ أصول وضوابط النقد في الدراسات القرآنية، مع رصدٍ وإحصاءٍ مُدَعَّم بالرسوم البيانية لواقع النقد فيها، وتسليط الضوء على أبرز النماذج من المرويات النقدية في مجال الدراسات القرآنية عند المتقدمين، والآراء النقدية عند المتأخرين.

وقد أعقبتُ كلَّ مبحثٍ بأسئلةٍ تقويميَّة، وأفكارٍ بحثية إثرائيَّة، كما أعددتُّ توصيفًا لمقررٍ دراسي مقترحٍ في مرحلة الدراسات العليا، متوافقٍ مع ضوابط هيئة تقويم التعليم والتدريب.