تعقبات الإمام ابن الصلاح في كتابه (علوم الحديث) على الإمام أبي عبد الله الحاكم (في بعض الأنواع المتعلقة بالسند والمتن)

دراسة نقدية مقارنة

الملخص

مما لا يخفى أن أساس الدين الكتاب والسنة، فإن السنة منها صحيح، وحسن، وضعيف، ولا سبيل إلى الوصول إلى معرفة ذلك إلا عن طريق فهم قواعد علم مصطلح الحديث التي يعرف بها صحيح الحديث من سقيمه؛ لذا كان هذا العلم محط اهتمام العلماء منذ القدم حيث صنفوا فيه وألفوا، فكان من أوائل من تصدى له الحاكم أبو عبد الله رحمه الله في كتابه( معرفة علوم الحديث)، وهو كتاب أظهر فيه براعته التامة، ومعرفته الفائقة بهذا العلم، وتبعه في ذلك من المتأخرين الإمام ابن الصلاح رحمه الله في كتابه ( علوم الحديث ) الذي كان ومازال محط رحال طلاب العلم وأهله، إذ لم تقتصر قيمة الكتاب العلمية عَلَى جانب تفرده في مصطلح الحديث وبيان مبادئه، وإنما عُدّ من بدايات الكتابات في علم تحقيق النصوص وتوثيق المرويات؛ لكثرة تعليقاته^، وتعقباته على من سبقه من العلماء في هذا الفن خاصة الحاكم أبي عبد الله رحمه الله، حيث تكرر اسمه في مقدمة ابن الصلاح كثيرا، مقارنة بغيره من أئمة أصول الحديث، الذي اعتنى بكتاب المعرفة لأبي عبد الله الحاكم، فأقرأه في دار الحديث، وأملى عليه حواش وتعليقات، وتصويبات واستدراكات^، فنقح وهذب وزاد، وتلافى ما زل فيه الحاكم وتعثر. ونظرا لأهمية كتاب ابن الصلاح، ومكانته العلمية وقع اختياري على إفراد تعقباته على الحاكم بالبحث دون التعليقات، وعنونت له بـ(تعقبات الامام ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث على الحاكم). واقتصرت فيه على بعض الأنواع المتعلقة بالسند والمتن، حيث اقتضت طبيعة البحث فيه تقسيمه إلى ثلاثة مباحث تندرج تحته عدة مطالب تناولت في الأول: التعقب مفهومه، والصفات اللازم توافرها في المتعقب، وفوائده العلمية، وفي الثاني: التعريف بالإمامين: أبي عبد الله الحاكم وكتابه (معرفة علوم الحديث)، وبابن الصلاح وكتابه (علوم الحديث) المعروف بـ(مقدمة ابن الصلاح)، وفي الثالث: تعقبات ابن الصلاح على الحاكم في بعض أنواع علوم الحديث المتعلقة بالسند والمتن، ثم الخاتمة وفيها أهم النتائج والتوصيات.