الانحـــراف العقدي بداياته وأماكن ظهوره في عهد الصحابة رضي الله عنهم

المؤلفون

  • محمد بن بسيس بن مقبول السفياني جامعة أم القرى – كلية الدعوة وأصول الدين

الكلمات المفتاحية:

الانحراف، العقيدة، الصحابة

الملخص

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته.. أما بعد:

فهذا بحث علمي بعنوان: "الانحراف العقدي: نشأته وأماكن ظهوره في عهد الصحابة رضي الله عنهم".

وقد تم تقسيمه إلى مباحث وفقرات، مع صياغتها بأسلوب علمي واضح ملتزماً بالأعراف البحثية من التدليل والتعليل والتوثيق والعزو والتبويب والفهرسة ويتضمن:

أ- التمهيد ويشتمل على مقدمات علمية تقرر أن الاختلاف أمر موجود في طبيعة الجنس البشري وقد صرحت النصوص الشرعية بوقوعه، إلا أن وقوعه لا يعني الرضا به، بل لابد من دفعه ورفعه، ثم تم ذكر الفرق بين الاختلاف السائغ وغير السائغ، وتقرر أن الاختلاف المذموم هو الذي يقود إلى إفساد الدين، أو إفساد دنيا المسلمين، فالأول إنما يكون بإبطال أصل كلي وقاعدة عامة، أو بإبطال عدد من الجزئيات يقوم إبطالها مقام إبطال الأصل الكلي، والثاني يكون بإثارة أي أمر يجر إلى البغضاء والتناحر والقتال، وما عدا هذا من الاختلاف فهو اختلاف سائغ.

ب- وأما أسباب الانحراف فتم تقسيمها إلى أسباب ذاتية كالجهل والهوى وما يلحق بها، وأسباب خارجية كالتشبه بالكفار وأخذ أفكارهم، أو التأثر بأهل البدع والزيغ؛ وأسباب منهجية وترجع إلى فساد منهج التلقي كالأخذ عن العقل، أو الكشف والمنامات، أو المعصومين المزعومين كما ترجع إلى فساد منهج الاستدلال في العقل والنقل كإنكار خبر الآحاد والقول بالمجاز والتأويل وتفويض معنى النصوص والغلو في التحسين والتقبيح وجعل العقل معاندا للنقل الصحيح مقدما عليه.

ج- وأما رصد خط الانحراف ففي عهد النبي e كان الناس على الدين الحق، ولم يظهر داخل المسلمين أي انحراف، إلا النفاق الذي كان مقموعاً لا تأثير له، وفي عهد الراشدين كانت السنة ظاهرة كذلك، إلا بعض البدع العملية المقموعة، وأما بعد عهد الراشدين فتبلورت أصول البدع تباعاً، وكان أولها ظهوراً الخوارج في آخر خلافة علي، ثم الشيعة، ثم توالت البدع بعد العهد الراشدي.

د- وأما أمصار الإسلام فقد كانت المدينة، ومكة، والحجاز، والشام، واليمن أقل الأماكن انحرافاً وإنما ظهرت البدع من قبل المشرق وبالذات الكوفة، والبصرة، وخراسان حيث ظهرت منها أكثر البدع.

ومع كل هذا فقد كانت السنة ظاهرة، والعلم منتشراً، وولاية المسلمين في خيارهم، أو من خيارهم طوال القرون المفضلة حيث كان المسلمون يفتحون الأمصار، وينشرون العلم دون أن تؤثر الانحرافات والبدع على قوتهم ولا تفت في تمكنهم.

وكل هذا التوصيف بقصد الوقوف على بدايات الانحراف ومعرفة أسبابها لوضع الحلول العلمية والعملية والتربوية التي تحصن أبناء المسلمين بإذن الله.

مجلة أبحاث العدد الثاني عشر

التنزيلات

منشور

2018-10-06