أثر المصلحة ومفهومها على الدعوة إلى الله

الملخص

جاء البحث تحث عنوان: المصلحة مفهومها وأثرها في الدعوة إلى الله، وقد انتظم في مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة.

وتناول التمهيد الحديث عن أهمية فقه الموازنات بالنسبة للداعية، وإيضاح أن المصلحة ركن ركين فيما يعرف بفقه الموازنات، وأنه لا غنى للداعية عن التعرف إلى كنهها، وإدراك وسائلها، وغاياتها.

وتطرق المبحث الأول إلى مفهوم المصلحة وأدلة مشروعيتها، وحجيتها، وضوابطها، وتناول مفهوم المصلحة، وأقسامها، ثم تطرق إلى مفهوم المصلحة المرسلة باعتبارها أحد أقسام المصالح، إضافة إلى كونها المعنية بهذا البحث، معرجا إلى الأقوال في حجيتها بإيجاز، ثم بيان أهم الضوابط التي لا بد للعاملين في حقل الدعوة- بل والحقل الشرعي بعموم- أن يتعرفوا عليها، ويحكِّموها في الواقع الدعوي، وكان منها: أن تكون مصلحة حقيقية لا متوهمة، وأن تخضع لميزان الشرع بحيث لا تصادم النصوص الشرعية ولا إجماعات الأمة، وأن تكون عامة وكلية، وتناول المبحث في بعض متضمناته الرد على الحداثيين في نظرتهم المادية للمصلحة.

ثم تناول المبحث الثاني: نماذج من تطبيقات المصلحة في عصر الصحابة، وتم عرض بعض النمادج التي ظهرت فيها المصلحة أتم ظهور بضوابطها المعتبرة، مثل جمع الصحابة للقرآن، وتعطيل حد السرقة في عام الرمادة.

وكان المبحث الثالث متعلقًا ببعض مفاهيم المصلحة في الدعوة وتطبيقاتها المعاصرة، وتناول من هذه المفاهيم ما يتعلق بالتيسير ورفع الحرج على الناس، وساق أمثلة على رعاية المصلحة في

هذا الجانب كان منها تعطيل الجمع والجماعات في أزمنة الأوبئة والجوائح- وباء كورونا أنموذجًا-، كما تناول مفهومي التدرج وسد الذرائع، مع سوق بعض الأمثلة التطبيقية عليهما، لتكون أنموذجًا قائمًا أمام الداعية في تناوله للمفاهيم المتعلقة بالمصلحة، وكيفية تناوله لها.

ثم كانت الخاتمة، والتي تعرضت لبعض نتائج البحث وتوصياته، وكان من نتائجه بيان أصالة العمل بالمصلحة في الشريعة الإسلامية، وركون الصحابة إليها، وعملهم على رعايتها عند توافر مقتضياتها، والكشف عن حاجة الدعاة الماسة إلى فقه المصلحة وتطبيقه في ميدان العمل الإسلامي، الذي يسعى إلى إصلاح أوضاع الأمة الإسلامية لا سيما في عصرنا الحاضر.