اللآلئ الكامنة في مقاصد وأسرار سورة البينة

الملخص

       لقد اشتملت هذه السورة الكريمة على مجموعة من المقاصد السامية والأهداف النبيلة؛ والتي هي مدار موضوع البحث؛ مثل: توبيخ أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وتوبيخ المشركين وعبدة الأصنام، على إصرارهم على ما هم عليه من الطغيان والضلال المبين، أما أهل الكتاب فبعد أن فارقهم موسى وعيسى تخبطوا وحرفوا الكلم عن مواضعه ونسوا حظًا مما ذكروا به، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله وأصبح دينهم خليطا ممقوتا فيه إلى جانب الحق البسيط ضلالات وضلالات، وأما المشركون الذين لا يقولون بالتوحيد ولا يؤمنون بالبعث كمشركي مكة، فقد تردوا في الباطل إلى أقصاه، وأصبح دينهم مسخا من عقائد جاهلية وتقاليد بالية، وذَكَّر أهل الكتاب أنهم أشد جرما وأكثر قبحا من المشركين الذين يجهلون الحق ولا يعرفون له سبيلا؛ لأن أهل الكتاب قد عرفوه يقينًا ومع ذلك كفروا به عنادًا وحسدًا من عند أنفسهم، ، والتسجيل عليهم بأنهم شر البرية، وأن المؤمنين هم خير البرية، والرد على الكفار من المشركين وأهل الكتاب، ببيان أن ما جاء به النبي هو الحق، ثم ذكرت جزاء من بقي على الكفر منهم، ومن آمن بالنبي e. ويهدف هذا البحث إلى بيان تلك المقاصد العظيمة من خلال  المنهج الوصفي، والمنهج التحليلي في تناول الموضوع، سواء عند الحديث عن التعريف بالسورة، وما يتعلق بذلك من سبب تسميتها، وعلاقتها بما قبلها وما بعدها، وغير ذلك، أو ما يتعلق بمقاصدها، وما يُستفاد منها، وهذه الطريقة هي عرض المعلومات المتعلقة بالآيات، من خلال بيان معانيها، وما تدل عليه من المعاني التي نصّ على ذكرها المفسرون، وسيغلب على هذا البحث الجانب التحليلي؛  فسورة البينة من السور التي تفضح أهل الكتاب والمشركين، والمعاندين لله تعالى ولرسول e، فهم يعرفون الحق ويوقنون به، ولكنهم لا يصدقونه فضلًا عن أن يتبعوه، ثمّ أن مآل المسلمين المؤمنين بالله تعالى ورسوله e هو الفوز برضوان الله، وجنته، وصولاً إلى أن خشية الله تعالى هي مفتاح السعادة في الدارين لبني الإنسان جميعا، وأنها من أهم أبواب جنة الخلد التي أعدها الله تعالى لعباده المتقين؛ مما يوجب على المسلمين التحقق بها.