دَلَالَاتُ اْلأَمْرِ وَاْلنَّهْيِ في أحَادِيْثِ حَقِّ اْلجَار (دِرَاسَةٌ أُصُوْلِيَّةٌ تَطبِيْقِيَّة)

الملخص

للأحكام الشرعية والسنة النبوية أبعاد حضارية سامية تهدف إلى تحقيق السلم الاجتماعي والرقي البشري. ومن هذه الأبعاد الحضارية العناية بالجار والجوار، فنص القرآن الكريم والأحاديث النبوية على حقوق للجار تتفاوت بحسب قرب الجار وبعده في الجوار. كما أن الجار استحق هذه الحقوق من الحقوق العامة المكفولة للمسلم من أخيه المسلم.     

وهذا البحث يركز على ما ورد في السنة النبوية من هذه الحقوق، فقد ورد فيها أوامر بالإحسان إلى الجار وإكرامه ومعاهدته، كذلك وردت نصوص تنهى عن إيذاء الجار والإضرار به والتعدي على حقوقه.

فهذه النصوص تهدف في جملتها إلى تحقيق السلم المدني والأمن الاجتماعي وبالمقابل صيانة المجتمع مما يخل بأمنه واستقراره. ومن ناحية أخرى تمثل جانبا من جوانب حقوق الإنسان في أن يعيش عيشا آمنا، ولا يتأثر بفقد عشيرته وصلة رحمه ولا يحس بالوحدة والعزلة. وهي كذلك تهدف إلى وحدة الإنسان والإنسانية.

ولما كان للأمر والنهي دلالات عند الفقهاء والأصوليين فالأصل في الأمر عندهم للوجوب والإلزام ويدل على الندب والاستحباب بقرينة، والأصل في النهي التحريم ويدل على الكراهة والتنزيه بقرينة. فالبحث وقف على بعض نصوص السنة التي ورد فيها أمر بحق للجار أو نهي عما ينافي هذه الحقوق بهاتين الصيغتين – أعني صيغتي الأمر والنهي – ووقف على التعرف على دلالة الحكم منهما.