شعر المهجر الشمالي قراءة في عوامل التجديد

الملخص

الملخص:

من المعلوم لدى المتابعين لحركة التجديد في الشعر العربي؛ أن هناك مدرستين ظهرتا في المهجر الأمريكي الشمالي والجنوبي، على أيدي الشعراء العرب الذين هاجروا إليهما، وقد بدأت حركة التجديد تشق طريقها في هاتين المدرستين، ويبدو أن كلاً من الحركتين أو المدرستين لم تكن على علم بالأخرى إلا في وقت متأخر من تطورهما، وذلك بعد أن كانت المبادئ الأساسية لكل منهما قد استقامت. وقدا تميزت مدرسة المهجر الشمالي بالتجديد أكثر من مدرسة المهجر الجنوبي نتيجة لعوامل عدة سيتعرض لها البحث في حينها، كما وجدت بين المدرستين فروقاً يمكن تلخيصها بالآتي:

• من ناحية الكم: يتفوق الإنتاج الشعري لدى شعراء المهجر الجنوبي في الكم على إنتاج المهجر الشمالي، كما يتميز المهجر الجنوبي بكثرة كتاب النثر فيه، واشتهار الشعراء على الرغم من ذلك دون غيرهم.
• من ناحية التجديد: يتميز شعراء الشمال بأنهم قادوا موجة التجديد في الشعر العربي في المهجر، فهم الذين قاموا بثورة على الشكل والمضمون واللغة واللهجة، وهم من أدخلوا المواضيع التجريدية، والمواقف الفلسفية إلى الشعر، وعلى أيديهم أفلحت الرومانسية في الدخول إلى الشعر. أما شعراء الجنوب فعلى الرغم من طول الفترة التي أمضتها مدرستهم عن مدرسة شعراء الشمال إلا أنهم ظلوا ضمن التيار الرئيس للشعر والثقافة العربية، وظلوا أقل فعالية وجرأة تجاه التجديد، على الرغم من " أنهم قياساً إلى الشعر المعاصر لهم الذي كان يكتب في البلدان العربية، كانوا كثيراً ما يبدون نظرة أوسع ومنظوراً أعمق، ورؤية أوضح للإنسان والحياة". فإذا ما عدنا إلى الشكل نجد أنهم بقوا في إطار الشكل القديم ذو الشطرين، والقافية الموحدة، مع أمثلة ناجحة من الرباعيات والبحور القصيرة وتنويعات على نمط الموشحات. ومن ناحية الموضوع فقد ظهرت موضوعات في الرحلات الخيالية لأبناء المعلوف، وكان فيها ميل رومانسي واضح، وجرأة على التجريب، وماعدا ذلك فقد كانوا يكتبون في موضوعات تشبه مواضيع الشعراء المعاصرين لهم في الوطن العربي. أمّا اللهجة فقد كان أغلب إنتاج الجنوبيين يتسم بنبرة بلاغية مباشرة مفعمة بتأكيد الذات.