تعزيز ثقافة العمل الخيري في الدعوة والتعليم

الملخص

يُعرّف العمل الخيري بأنه: جهد يتبناه فرد أو جماعة، يحقق هذا الجهد التعاون والتكافل والتآزر بين أبناء المجتمع الواحد، لا يبتغون بذلك الجهد مقابلا ولا نفعا من البشر، إنما يبتغون الأجر من الله العلي القدير.

ولقد أصّل ديننا الإسلامي الحنيف العمل الخيري في مجالاتٍ شتى، وذلك من خلال القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، ومن خلال تلك الأدلة يتبين لنا أن مفهوم العمل الخيري قد اكتسب أهمية بارزة في مجالي: الدعوة إلى الله والتعليم، لأنهما من أهم المجالات التي يمارس فيهما المسلم العمل الخيري.

لأجل ذلك كان من الأهمية بمكان تعزيز ثقافة العمل الخيري في هذين المجالين، ونعني بعملية التعزيز: دعم عمل الخير بوسائل وأساليب متعددة تؤدي إلى الإبقاء على العمل الخيري وزيادته، وتتعدد أساليب التعزيز ووسائله كالتشجيع والترغيب والمديح وغيرها، والتذكير بالأجر الأخروي، وهو من أهم المعززات وأفضلها.

وتتعدد مجالات العمل الخيري التي يُعنى بتعزيزها لدى النشء منذ مراحل تعليمهم الأولى: بين المجال الأسري، والتعليمي، والصحي، والبيئي، ولكل منهم أهميته، وحاجة المجتمع الماسة له.

وقد تم وضع آلية وتصور مقترح لتعزيز ثقافة العمل الخيري في العملية التعليمية على مستويات عدة هي: -على مستوى الطالب: عن طريق إعداد الطالب ميدانيا للعمل الخيري، بحيث يتم وضع مناهج تطبيقية، تتناول تدريبه على أعمال الخير، باستخدام الوسائل الحديثة في ذلك، سواء للتنظيم أو للإعلان عبر الانترنت، وبالوسائل التقنية الحديثة، والأساليب المستجدة، مواكبة للتطور، وهذا يحتاج إلى تخصيص حصص خاصة بالممارسة والتدريب، ولا يمنع أن يكون ذلك في حصص النشاط.

-على مستوى المعلم: وذلك بإنشاء لجنة مكونة من بعض المعلمين، تهتم هذه اللجنة بانتقاء الطلاب الموهوبين، في مجالاتٍ متعددة، وذلك لتطوير مواهبهم وتسخيرها للأعمال الخيرية والتطوعية.

-على مستوى المناهج الدراسية: وذلك باستحداث مادة تدريبية عملية، خاصة بتأهيل الطالب وإعداده للعمل الخيري الميداني، أو إدراج بعض المفردات والدروس التي تعنى بهذا الأمر نظريا وعمليا، وتؤكده وتشجع عليه وتحفّز له.

- على مستوى البيئة التعليمية: عن طريق تفعيل دور المسابقات الثقافية حول موضوعات الأعمال الخيرية، والجوائز والمكافآت التحفيزية للمبادرين في الأعمال الخيرية.